عشاق الفيس بوك قصص وحكايات
ميرفت عوف
كانت لا تتوانى لحظةً عن ذكر مناقب فارس أحلامها المنتظر عبر صفحتها على الفيس بوك، وكان هو دومًا أول المعلّقين.. كان من الواضح لكلّ من هم في قائمة أصدقائها أنها تحاول أن تقول للجميع (نعم.. إنه هو.. هو الذي حلمت كثيرًا أن يشاركني عمري الباقي).. ففي كلّ منشور كانت تصف ذلك الفارس بصفةٍ يعلم الجميع تمامًا أنها موجودةً فيه هو.. وكان هو كعادته المتتبع الأول! فبين "اللايك"، و"اللايك" كان هناك "لايك".. عوضًا عن سيلٍ عارم من عبارات التشجيع والثناء على صاحبة الفكر الموزون!.. ولكن ماذا بعد؟
صاحب الظل الطويل
عاش الجميع مع "ريم" (وهو اسمٌ مستعار) قصة فيلمٍ عربي قديم، كان كل من يتابعه يعلم تمامًا أنه وخلف "حيطان" الفيس بوك، هناك علاقة أقوى تربط الاثنين.. كان الدليل الواضح عليها تعليقات صديقاتها المقربات التي حملت مرارًا لها "دعوات" و"أمان" بأن يجمعها الله بذلك الفارس قريبًا.. حتّى حدث ذلك..
صحيحٌ أن الخبر لم يفاجئ أحدًا من أصدقاء "الفيس بوك" حتى أولئك الذين يعيشون خارج غزة، إلا أن صورتها التي نشرتها هذه المرة "رغم أنها محجبة" لم تكن فيها منفردة، بل شاركها فيها "خطيبها" الذي عاش معها أكثر من عامين على الفيس بوك أمام الناس وكأنه "صاحب الظل الطويل".. ولم يعلم ربما أن مشاعره كانت مكشوفة للجميع.
للأسف بات الشباب العربيّ -وليس الفلسطيني وحسب- يعيش واقعًا مستفزًا بوقاحته في عرض المشاعر العاطفية عبر صفحات الفيس بوك.. حتى يكاد المتتبع لصفحات أغلب الشباب والشابات -وبالعودة إلى المنشور الأقدم- يربط المعلومات حتى يستطيع أن ينسج القصة العاطفية الحقيقية بين صاحب أو صاحبة الصفحة وأحد المدونة أسماؤهم في قائمة الأصدقاء..
قصة حب فاشلة!
في بداية استخدامها لـ "الفيس بوك" صدمت فاطمة (25 عامًا) من حجم الجرأة التي لمستها في صفحات الآخرين، لكنها الآن أصبحت أكثر قبولاً للأمر بسبب اعتياده.
تقول: "كنت أظن ببعض الناس خيرًا، لكنني وبتتبعي لمنشوراتهم الأقدم وجدت كمًّا هائلاً من التجاوزات العاطفية"، تضحك فاطمة وهي تتذكر كيف تابعت وصديقة لها قصة موظفة معهن في المكان الذي يعملن فيه، وتكمل: "في صفحتها على الفيس بوك، اكتشفنا أنها وزميل آخر يتبادلان باستمرار العبارات العاطفية المموّهة، لكن للأسف انتهت قصة حبهما بالفشل بعد أن وصلت لزميلنا الكثير من المعلومات السيئة عن زميلتنا.. وأيضًا عبر الفيس بوك".
أما فاطمة فتؤكد أنها وعندما قررت التسجيل في الفيس بوك، أرشدها كثيرون إلى الطريق السليم، معقبةً: "الذي يسمح لنفسه بنشر عواطفه على الفيس بوك، يعتقد أن الأمر عادي ويتناسب مع العصر، لكنه بالطبع إنسان شرقي بامتياز؛ إذ إنه لا يسمح برؤية منشوراته "الخاصة تلك" إلا لما يقارب 150 صديقًا مضافين لديه.. وليس الأمر مفتوحًا وعامًّا" -تتهكم طبعًا.
بلا حياء
أما أميمة وهي طالبةٌ جامعية، فكانت كالكثيرات ممن وصلتهن طلبات صداقةٍ كثيرة، فكانت تفتح صفحة "طالب الصداقة" لتفاجأ به/ أو بها، مليئةً بالحب والمعاناة مع الحبيب، لا بل وجريئة بذكر المواقف على حد تعبيرها، قائلةً: "استغربت كثيرًا من سلوك الطالبات والطلاب مع الفيس بوك، وكيف لا يخجلون من عرض علاقاتهم العاطفية الجريئة، والأدهى من ذلك تجاوب البعض من الحبيبين، والدخول بينهما بثياب الإصلاح دون أن تكون بينهما علاقة شرعية رسمية".
وأردفت: "إنه نظام غربي يشجع العلاقة العاطفية بين الشباب بدون روابط، بل يتجرأ البعض لطلب الواضح بالتسلية بين الجنسين فيقول على صفحته "أي واحدة بتحب الخروج والدلع وتكون رومانسية تضيفني أكون سعيد بها جدًّا".
انتهاك الحرمات
الشريعة الإسلامية لم تعارض استخدام التقنيات الحديثة بما فيه الخير والمصلحة للبلاد والعباد، والحكمة من ذلك "أن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها"، فمن باب الوجوب على الشباب المسلم أن يطلعوا على كل ما هو جديد في عالم التقنيات الجديدة والمعاصرة ليواكبوها، والمقصود من المواكبة هنا المعرفة السليمة والصحيحة التي تحقق علمًا أو دعوة أو تعالج مشاكل الناس أو تساهم في تقدم الأمم وازدهارها.
أستاذ الشريعة ومفتي الجامعة الإسلامية د. ماهر الحولي، وبسبب احتكاكه المتواصل بالشباب الجامعي مرّ على مسمعه الكثير من تلك السلوكيات الخاطئة، لذلك فإنه يجتهد ليؤكد لأبنائه الطلبة على ضرورة أن يتحروا كمستخدمين لـ "الفيس بوك" ضوابط الشريعة بما فيه العلم والمنفعة لهم على الجانب الشخصي أو مصلحة عامة كرفع ظلم عن فئة في مجتمعهم أو التواصل الاجتماعي من أجل تحقيق وحدة.
ويشير الحولي إلى أن كتابة الرسائل الغرامية على صفحات الفيس بوك والتغزل بالفتيات أو بالعكس من قبل الفتيات باتجاه الشباب يأتي في إطار انتهاك الحرمات والأعراض والتعدي على أعراض المسلمين وهو ما حرم بنص القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة.
المصدر: صحيفة الشباب
ميرفت عوف
كانت لا تتوانى لحظةً عن ذكر مناقب فارس أحلامها المنتظر عبر صفحتها على الفيس بوك، وكان هو دومًا أول المعلّقين.. كان من الواضح لكلّ من هم في قائمة أصدقائها أنها تحاول أن تقول للجميع (نعم.. إنه هو.. هو الذي حلمت كثيرًا أن يشاركني عمري الباقي).. ففي كلّ منشور كانت تصف ذلك الفارس بصفةٍ يعلم الجميع تمامًا أنها موجودةً فيه هو.. وكان هو كعادته المتتبع الأول! فبين "اللايك"، و"اللايك" كان هناك "لايك".. عوضًا عن سيلٍ عارم من عبارات التشجيع والثناء على صاحبة الفكر الموزون!.. ولكن ماذا بعد؟
صاحب الظل الطويل
عاش الجميع مع "ريم" (وهو اسمٌ مستعار) قصة فيلمٍ عربي قديم، كان كل من يتابعه يعلم تمامًا أنه وخلف "حيطان" الفيس بوك، هناك علاقة أقوى تربط الاثنين.. كان الدليل الواضح عليها تعليقات صديقاتها المقربات التي حملت مرارًا لها "دعوات" و"أمان" بأن يجمعها الله بذلك الفارس قريبًا.. حتّى حدث ذلك..
صحيحٌ أن الخبر لم يفاجئ أحدًا من أصدقاء "الفيس بوك" حتى أولئك الذين يعيشون خارج غزة، إلا أن صورتها التي نشرتها هذه المرة "رغم أنها محجبة" لم تكن فيها منفردة، بل شاركها فيها "خطيبها" الذي عاش معها أكثر من عامين على الفيس بوك أمام الناس وكأنه "صاحب الظل الطويل".. ولم يعلم ربما أن مشاعره كانت مكشوفة للجميع.
للأسف بات الشباب العربيّ -وليس الفلسطيني وحسب- يعيش واقعًا مستفزًا بوقاحته في عرض المشاعر العاطفية عبر صفحات الفيس بوك.. حتى يكاد المتتبع لصفحات أغلب الشباب والشابات -وبالعودة إلى المنشور الأقدم- يربط المعلومات حتى يستطيع أن ينسج القصة العاطفية الحقيقية بين صاحب أو صاحبة الصفحة وأحد المدونة أسماؤهم في قائمة الأصدقاء..
قصة حب فاشلة!
في بداية استخدامها لـ "الفيس بوك" صدمت فاطمة (25 عامًا) من حجم الجرأة التي لمستها في صفحات الآخرين، لكنها الآن أصبحت أكثر قبولاً للأمر بسبب اعتياده.
تقول: "كنت أظن ببعض الناس خيرًا، لكنني وبتتبعي لمنشوراتهم الأقدم وجدت كمًّا هائلاً من التجاوزات العاطفية"، تضحك فاطمة وهي تتذكر كيف تابعت وصديقة لها قصة موظفة معهن في المكان الذي يعملن فيه، وتكمل: "في صفحتها على الفيس بوك، اكتشفنا أنها وزميل آخر يتبادلان باستمرار العبارات العاطفية المموّهة، لكن للأسف انتهت قصة حبهما بالفشل بعد أن وصلت لزميلنا الكثير من المعلومات السيئة عن زميلتنا.. وأيضًا عبر الفيس بوك".
أما فاطمة فتؤكد أنها وعندما قررت التسجيل في الفيس بوك، أرشدها كثيرون إلى الطريق السليم، معقبةً: "الذي يسمح لنفسه بنشر عواطفه على الفيس بوك، يعتقد أن الأمر عادي ويتناسب مع العصر، لكنه بالطبع إنسان شرقي بامتياز؛ إذ إنه لا يسمح برؤية منشوراته "الخاصة تلك" إلا لما يقارب 150 صديقًا مضافين لديه.. وليس الأمر مفتوحًا وعامًّا" -تتهكم طبعًا.
بلا حياء
أما أميمة وهي طالبةٌ جامعية، فكانت كالكثيرات ممن وصلتهن طلبات صداقةٍ كثيرة، فكانت تفتح صفحة "طالب الصداقة" لتفاجأ به/ أو بها، مليئةً بالحب والمعاناة مع الحبيب، لا بل وجريئة بذكر المواقف على حد تعبيرها، قائلةً: "استغربت كثيرًا من سلوك الطالبات والطلاب مع الفيس بوك، وكيف لا يخجلون من عرض علاقاتهم العاطفية الجريئة، والأدهى من ذلك تجاوب البعض من الحبيبين، والدخول بينهما بثياب الإصلاح دون أن تكون بينهما علاقة شرعية رسمية".
وأردفت: "إنه نظام غربي يشجع العلاقة العاطفية بين الشباب بدون روابط، بل يتجرأ البعض لطلب الواضح بالتسلية بين الجنسين فيقول على صفحته "أي واحدة بتحب الخروج والدلع وتكون رومانسية تضيفني أكون سعيد بها جدًّا".
انتهاك الحرمات
الشريعة الإسلامية لم تعارض استخدام التقنيات الحديثة بما فيه الخير والمصلحة للبلاد والعباد، والحكمة من ذلك "أن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها"، فمن باب الوجوب على الشباب المسلم أن يطلعوا على كل ما هو جديد في عالم التقنيات الجديدة والمعاصرة ليواكبوها، والمقصود من المواكبة هنا المعرفة السليمة والصحيحة التي تحقق علمًا أو دعوة أو تعالج مشاكل الناس أو تساهم في تقدم الأمم وازدهارها.
أستاذ الشريعة ومفتي الجامعة الإسلامية د. ماهر الحولي، وبسبب احتكاكه المتواصل بالشباب الجامعي مرّ على مسمعه الكثير من تلك السلوكيات الخاطئة، لذلك فإنه يجتهد ليؤكد لأبنائه الطلبة على ضرورة أن يتحروا كمستخدمين لـ "الفيس بوك" ضوابط الشريعة بما فيه العلم والمنفعة لهم على الجانب الشخصي أو مصلحة عامة كرفع ظلم عن فئة في مجتمعهم أو التواصل الاجتماعي من أجل تحقيق وحدة.
ويشير الحولي إلى أن كتابة الرسائل الغرامية على صفحات الفيس بوك والتغزل بالفتيات أو بالعكس من قبل الفتيات باتجاه الشباب يأتي في إطار انتهاك الحرمات والأعراض والتعدي على أعراض المسلمين وهو ما حرم بنص القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة.
المصدر: صحيفة الشباب
0 التعليقات:
إرسال تعليق